بسم الله الرحمن الرحيم
الإخلاص من ثمرات الصّيام
الشيخ الطاهـر بــدوي
الطّريق إلى الإخلاص هو محاربة أهواء النّفس ومقاومة الطّمع في الدّنيا، والتّجرّد للإقبال على الآخرة، وإحياء خشية الله في القلب، وهذا الإخلاص إذا صدق استلزام صواب العمل وطهارته.
ولقد سمع الفضيل بن عياض قول الله تبارك وتعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمُ أَحْسَنُ عَمَلًا} المُلك:3. فقال رحمه الله: "أحسنُ العمل هو أخلَصه وأصوبه”، فقالوا له: ما أخلصه وأصوبه؟ فأجاب أنّ العمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يُقبَل، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يُقبَل حتّى يكون خالصًا وصوابًا، والخالص أن يكون لله والصّواب أن يكون على السُّنّة. ثمّ تلا قول الله تبارك وتعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} الكهف:110.
وللإخلاص ثمرات كثيرة جليلة منها: محبّة الله تعالى لمَن أخلص له، وقبول الله تعالى من المُخلِص "إنّ الله لا يَقبل من العمل إلّا ما كان خالصًا وابتغى به وجهه”. وانقطاع الوسواس عن الإنسان. وصرف السُّوء والفحشاء عن الشّخص المُخلِص. وتَفجُّر الحكمة من المُخلِص. ونصر الله المُخلِص لقول النّبيّ صلى الله عليه وسلم فيما يرويه النّسائي: "إنّما نصر الله هذه الأمّة بضعفائها ودعوتهم وإخلاصهم”. وزيادة مضاعفة الحسنات، قال جلّ ذِكرُه: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا”. ووعد بأكثر من العشرة إلى سبعمائة ضعف بل إلى ما فوق السبعمائة، فإنّ هذه الزّيادة في الأضعاف تنمو بحسب تمكّن الإخلاص من نفس المؤمن، فكلّ ما زادت مكانته في الإخلاص عُلوًا زادت مثوبته على الحسنات أضعافًا مضاعفة والله يضاعف لمَن يشاء والله واسع عليم
kaheel7.com