[size=24]لزكاة ضريبة إنسانية ورابطة روحية
الخميس 05 ديسمبر 2013الشيخ طاهر بدوي
kaheel7.com
أوجب الشّرع أداء شيء يسير من الكثير في مدّة طويلة بشرط اليسر والفضيلة. والعبد إذا اعتاد أداء شيء من المال المحبوب طبعًا استفاد في قلبه حبّ خالقه حقًّا وورعًا وشرعًا. فكلّما برئت ساحة قلبه عن حبّ المال نزلت فيها مواهب حبّ الله ذي الجلال.
فمحبّة المولى عزّ وجلّ مهما أخرجت المال من يدك أولجت الحال في قلبك وكفى بحبّ الله ذي الأفضال عوضًا من حبّ المال.
قال الإمام محمد بن علي الترمذي رحمه الله: إذا استولت محبّة الدّنيا على القلب قلّ إشراق نور الإيمان، فالله تعالى فرض الزّكاة ليخرج العبد طائفة من ماله فيزداد له إشراق نور الإيمان. وقد ثبت عن رّسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “حبّ الدّنيا رأس كلّ خطيئة”، وقال: “ازهد في الدّنيا يحبّك الله وازهد فيما عند النّاس يُحبّك النّاس”. والمراد بالزّهد هنا لا الرّهبانية الممقوتة ولا التسول ولا أن يعيش المرء عالة على غيره بل الزّهد التوكّل على الله والأخذ بالأسباب في كلّ أعمال البرّ.
يُحكى أنّ زاهدًا أراد أن يشتري بدرهم له حلال ما يصلح شأنه، فرأى رجلين يتشاجران لأجل درهم فبذّل الدرهم وتكلّف لتحصيل درهم آخر فاشترى به سمكة فوجد في بطنها صدفًا فيه درّتان فباعهما بمال عظيم، يُقال إنّه باع إحداهما بثلاثين وقرًا (حمل بعير) من الذهب، فقال المشتري لو كان لهذه نظيرة لاشتريتها بستين وقرًا من الذهب، فباع الأخرى بستين وقرًا. فهذا تاجر مع الله بدرهم فأخلفه بتسعين وقرًا من الذّهب والله ذو الفضل العظيم.[/size]kafilelyatim.org