الغاية.. لا تبرر الوسيلة

لم اقتنع ليوم بفكر ميكيافللي القائم على ازاحة العامل الاخلاقي في العمل السياسي .
و ان كل شئ مباح في سبيل الوصول الى الهدف . كنت دائما ارى الساده حكام
العرب يمارسون هذه الاساليب اللاأخلاقيه من اجل الحفاظ على انظمتهم . من هذه الاساليب
قمع الحريات ، و الاعتقال السياسي ، و التضييق على الاحزاب . بالاضافه للتزوير في الانتخابات
(في الدول التي تجري فيها انتخابات ) و التضييق على المرشحين و الناخبين على حد سواء .
يمارسون كل اشكال القمع ، و التنكيل بكرامة الانسان، من اجل سلطات ناقصة السياده . بل انهم
يتبعون اساليب غير اخلاقيه مع منافسيهم في السلطه الواحده ، كتوريطهم في افخاخ اخلاقيه
و ماليه ، و تصويرهم بأوضاع مخزيه ، او التصت عليهم و تتبع اسرارهم ، او البحث عن وثائق ادانه
تكون اوراق ابتزاز بأيديهم . مما يجعل المتورط غير قادر على استغلال مواقعه السلطويه ضد النظام
في حال افترقت المصالح . لقد سمعنا عن فضائح اخلاقيه و ماليه استطاعت المقاومه وضع اليد
عليها بعد السيطره على المقرات الامنيه في غزه . كلها تم تصويرها و تجميعها من قبل اجنحه متنافسه في
السلطه .لكن اخلاق و عقيدة القوى التي سيطرت على الوضع لم تجعلها تنشر تلك المعلومات و الصور
و الوثائق التي يندى لها الجبين .حتى جاءت الفضائح التي ابرزها السيد فهمي شبانه . فعلى الرغم
من اهمية و ضرورة الكشف عن الفساد و المفسدين و هم بكميه لا تعد و لاتحصى في السلطه الفلسطينيه
إلا أن اللجوء للعدو لنشر هذا الفساد كان خطئا جسيما لا يمكن قبوله تحت أي مبرر . نعم يجب ان ينكشف
المفسدون خصوصا للاخوه و الاحبه الذين لم يقتنعوا بوجود الفساد بالرغم من وضوحه لكل من له عين
ترى و اذن تسمع ! يجب ان يظهر المفسدون على حقيقتهم ، و يجب ان يعرف الشعب الفلسطيني
كيف تعمل سلطته ، و مسلك قيادته ، و كيف تصرف امواله .كل هذا دون الخروج عن القواعد
الاخلاقيه في الكشف عنهم، كإظهار صور عاريه ، أو إعطاء العدو ورقه يستعملها ضد أي فلسطيني .
الوسيله التي لجأ لها السيد فهمي شبانه ، ليست هي الاختيار الصائب ، و النشر بهذا الشكل ليس الاسلوب المناسب .
أعني الظهور من خلال تلفزيون الاحتلال ، و كأن الاحتلال غير راض عن الفساد و المفسدين .
إن هناك اساليب مختلفه كاللجوء للقضاء او لوسائل إعلام محليه او عربيه ، او من خلال بيانات صحفيه .
أو من خلال اللجوء للجماهير بالتعاون مع الفصائل و القوى المختلفه .نحن اصحاب قضيه عادله وطنيه
و انسانيه و اخلاقيه، هدفنا تحرير فلسطين من المغتصب الصهيوني ، نمارس ضده اشكال المقاومه
المشروعه و المقره في ديننا الحنيف و في القوانين و الشرائع الدوليه ، و لا نقبل ان نستخدم اساليب
رخيصه و غير اخلاقيه من اجل الوصول للاهداف .