--------------------------------------------------------------------------------
الحجّ من العبادات الّتي تعود على الفرد والجماعة بالمنافع الكثيرة المادية منها والمعنوية متى التزم النّاس في أداء هذه الفريضة المقدّسة بما شرعه الله لهم... ومن هذه المنافع تلك المعاينة المثيرة لوجدان المؤمنين حين يواجهون بيت الله الحرام، أو حين يطالعون قبر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وهم الّذين طالما توجّهوا إلى الكعبة وتخيّلوا مشهدها، وتشوقوا إلى الطّواف حولها، كلّما وقفوا بين يدي الله في صلاتهم، هذه المعاينة تربط المؤمن ربطًا مباشرًا، بشعائر دينه وتصله بالخالق ج قال: إنّ لكلّ زائر حقًّا على المزور، يا داود: لهم عليّ حقّ أن أعافيهم في الدّنيا وأغفر لهم إذا لقيتُهم” رواه الطبراني في الأوسط.
لّ وعلا اتصال عين اليقين، اليقين الّذي يجعله يتسابق في الخيرات والطّاعات، وكيف لا وقد آن له أن يهتم بعد شواغل الدّنيا، بتقديم شيء لمصيره الآجل.
يقضي المؤمن فترة طويلة لا همّ له إلاّ الذِّكر والتّلبية والتجرّد لهما من كلّ شواغل الحياة الدّنيا. وليس كالذِّكر والتّلبية وسيلة إلى التقرّب من حضرة ذي الجلال، وهو ذِكْرٌ يحدث في أطهر بقعة على ظهر الأرض، وفي ظروف تجرّد تام، يرفع الدّعاء إلى مستوى الإجابة، قال تعالى في سورة البقرة: ”وإذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي”، وفي سورة غافر قال جلّ ذِكره: ”وَقَالَ رَبُّكُم ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ”.
ومن المأثور في هذا عن أبي ذرّ رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ”إنّ داود النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: إلهي ما لعبادك عليك إذا هُم زاروك في بيتك؟
kaheel7.com
kafilelyatim.org